إمرأة تسكن جسد رجل! صابر: نفسي أكون واحدة ست.. وإسمي يكون 'مي'!
--------------------------------------------------------------------------------
إمرأة تسكن جسد رجل!
صابر: نفسي أكون واحدة ست.. وإسمي يكون 'مي'! تحقيق: أحمد الامام
هل تصدقون ان صاحبة هذه الصور رجل وليس امرأة؟! .. أو امرأة تعيش في جسد رجل!
اسمه صابر.. النوع في شهادة الميلاد ذكر.. لكنه يشعر كأنه انثي مكتملة الانوثة.. يكره ارتداء ملابس الرجال ويكره أكثر ان يتصرف مثلهم.. أسرته تبرأت منه واتهموه بأنه فاجر وآثم وعار عليهم.. لكن صابر أو مني كما يحب ان يطلق عليه الناس ­ وهذا هو المثير في القضية حصل علي موافقة دار الافتاء ونقابة الاطباء علي اجراء عملية تحويل من ذكر الي انثي.. لكن بقيت تكاليف العملية الجراحية العقبة الوحيدة حيث انها تتكلف 30 الف جنيه!
الآنسة مني ­ او صابر ­ كما هو موجود في شهادة الميلاد ­ يروي لنا حكايته العجيبة منذ ان كان طفلا صغيرا حتي أصبح الان شابا يافعا او فتاة محط اعجاب الرجال في الشارع!
هل تصدقون ان صاحبة هذه الصور رجل وليس امرأة؟! .. أو امرأة تعيش في جسد رجل!
اسمه صابر.. النوع في شهادة الميلاد ذكر.. لكنه يشعر كأنه انثي مكتملة الانوثة.. يكره ارتداء ملابس الرجال ويكره أكثر ان يتصرف مثلهم.. أسرته تبرأت منه واتهموه بأنه فاجر وآثم وعار عليهم.. لكن صابر أو مني.. كما يحب ان يطلق عليه الناس ­ وهذا هو المثير في القضية حصل علي موافقة دار الافتاء ونقابة الاطباء علي اجراء عملية تحويل من ذكر الي انثي.. لكن بقيت تكاليف العملية الجراحية العقبة الوحيدة حيث انها تتكلف 30 الف جنيه!
الآنسة مني ­ او صابر ­ كما هو موجود في شهادة الميلاد ­ يروي لنا حكايته العجيبة منذ ان كان طفلا صغيرا حتي أصبح الان شابا يافعا او فتاة محط اعجاب الرجال في الشارع!
لم أكن اتخيل يوما انني سوف أكون في هذا الموقف وهو الفضيحة اوالعار كما يحب المجتمع الذي نعيش فيه ان يسميه او كما يراه.
العار هو ان تكون في فترة زمنية رجل تم تتحول الي امرأة فالمجتمع يري ان هناك فارقا كبير بين الجنسين مع أن الله عز وجل خلق الذكر والانثي وجعل لكل منهم دوره في الحياة.
المجتمع يري الرجل أفضل من المرأة.. ويري المرأة علي انها مخلوق من الدرجة العاشرة ويراها ادني بكثير من الرجل مع ان المرأة هي الام والاخت والزوجة والابنة وتمثل اكثر من نصف المجتمع. عندما فكرت في اجراء عملية تحويل جنس اصبح المجتمع يراني آثم وفاجر ومنحل.. فكيف اكون في مرتبة الرجولة تم اختار أن أصبح امرأة.
والحقيقة هنا ان من يجري جراحة تغيير أو تحويل الجنس لايختار فهو بالفعل ولد من هذا الجنس ولكن حظه أوقعه في هذه المشكلة وهي ان يكون لديه مخ انثي في جسد ذكر او الع** ويراه الناس علي انه ذكر وهو انثي .. وخوفا من العار والفضيحة يستسلم لتقاليد وعادات المجتمع والاسرة ايضا والتي لاتقبل هذا باي حال من الاحوال فهم ايضا يخافون من الجيران والمعارف والاقارب وماقد يثيروه من أقاويل وتهكمات ومواقف عدائية قد تصل بهم الي الطرد لانهم يرونهم كالوباء الذي يجب التخلص منه.
وكذلك داخل الاسرة وخاصة الاب والام الذين يتباهون بأنهم قد أنجبوا رجل ويتجاهلون احساسه وعذابه ولايفكرون أبدا في الذهاب لطبيب واستشارته فحتي هذا يرونه من العار ان يقولون ان ابنهم يقلد البنات ويلعب معهم ويلبس ملابس الام أو اخواته البنات فهم يتخيلون ان كل هذا ماهو الا دلع ويجب زجره ونهره ينتهي عن هذا الفعل الآثم كما انه يجب ان يعتز بذكورته.
وعندما تأتي مرحلة المراهقة يزداد العذاب اكثر وأكثر وخاصة عندما تظهر علامات البلوغ الذكرية ويعرف عندها ان الهوة تتسع بينه وبين جنسه الحقيقي. وتصرخ من اعماقها.. لا.. لست أنا هذا الذكر انقذوني واخرجوني من هذا السجن ولكن لا أحد يستجيب فهم في غاية السعادة.. فعلامات الرجولة تظهر وهذا مايفاخرون به فقد انجبت الأم رجلا وتكون النتيجة ان تحاول هذه المسكينة ان تزيل هذا العدوان الذكري وان تخرج من هذا السجن فتراها تزيل شعر الوجه وتطيل شعر الرأس وتلبس الملابس الضيقة وقد يصل الامر الي أكثر من هذا وحينها تقول الأسرة انها الموضة وكل الاولاد بيعملوا كدة وعندما تدخل الجامعة يصبح العذاب اشد فهنا تري البنات وتري الفرق بينها وبينهم ­ فهي حبيسة في هذا الذكر المليء بالشعر والعضلات وهم يتمتعون بكل صفات الأنوثة التي تفتقدها.. وبعد الجامعة يصبح اتخاذ القرار مهم جدا ولكن من يستجيب!
حياة مضطربة
ويواصل صابر او 'مني' كما يحلو له ان يلقب نفسه حديثه قائلا: كل هذه المقدمة الطويلة هي تعبير عن مارأيته في حياتي السابقة ولكني كنت اكثر حظا منهم فعندما كنت في الثانية عشرة بدأت تظهر علي مظاهر الانوثة . كبر الثديين مما جعلني محط سخرية من اقراني في المدرسة الاعدادية وأدركت وقتها انني يجب ان اخيفهم حتي لا أتعرض للسخرية فبدأت في لبس الملابس الواسعة وتجنب التي شيرت الضيق.
وفي المدرسة الثانوية كانت المشكلة أكبر لأنها فترة مراهقة مما عرضني لمواقف محرجة كثيرة وأنا في غني عن ذكرها لان الكل سوف يستشفها.
وفي الجامعة كانت المشكلة اكبر لاني اصبحت مثار سخرية من الشباب وخاصة امام البنات وكذلك مثار سخرية من البنات ايضا.. ولكني اصبحت لا أهتم.. فأنا من داخلي انثي وسعيدة بنفسي ومع الوقت اصبح لدي عدد كبير من الاصدقاء البنات وهو ما أسعدني كثيرا لأنني أشعر بأنوثتي بينهم.. ولم يكن هذا سهلا في البداية ولكن مع الوقت يبدوا أنهم تفهموا حالتي.
إصرار الأسرة
والغريب في الامر ان الاسرة ظلت علي اصرارها علي انني رجل مع كل مايرونه ومع كل مايسمعونه من تعليقات الجيران والاقارب.. وكنت دائما احاول ان ارضيهم فأنا احبهم وأعرف انني في مجتمع لايرحم مثل هذه الحالات.. واصروا بشكل غريب علي ان أرتبط بأي فتاة لعل وعسي ان أنسي هذا الموضوع وبالفعل ارتبطت بفتاة لفترة قصيرة وكانت تجربة فاشلة بكل المقاييس مع انها كانت تحبني جدا.. وانا لم أكرهها ولكن التنافز لابد ان يكون موجود بين الاشياء التي تحمل نفس الاحساس.
وبعد التخرج قلت لنفسي انني سوف أجمع المال من عملي وسوف اهاجر وأترك مصر وفي بلد المهجر سوف يتاح لي اجراء الجراحة وأبعد عن أقاويل الناس وأرحم اسرتي من العار والفضيحة ولكني وجدت المشكلة الاكبر في العمل فالانوثة التي أحملها غير مقبولة بالمرة في اي عمل ­ وبالتالي عملت في أكثر من عشر شركات وبعد أشهر أو علي الاكثر سنة أكون مضطرة لترك العمل بسبب المضايقات التي أقابلها بسبب شكلي
وهنا دخلت الي الدائرة المغلقة بانني لن استطيع الحصول علي المال من العمل واصبح العمر يجري وأنا لم احقق شيئا.. وهنا بدأت فكرة اللجوء الي الاطباء النفسيين .
في البداية كنت اشعر بحرج شديد ان اتكلم مع اي شخص في موضوعي ومع الوقت أصبح هذا شيء طبيعي لانني اعبر عن نفسي.
وعندما رآني الطبيب النفسي لاول مرة نصحني باجراء عدد من التحاليل الطبية ولكنني ترددت في البداية وبعد فترة قلت لنفسي انني لن أخسر شيئا اذا أجريت هذه التحاليل وخاصة انها لن تكلفني الكثير.
وكانت المفاجأة التي لم أصدقها.. اثبتت التحاليل المختلفة ان لدي عقم اولي وهذا ناتج من عيب خلقي في الاعضاء التناسلية وكان ذلك في عام .2002
وهنا ذكر لي الطبيب ان من حقي أن أجري الجراحة لتصحيح الجنس حيث ان الانوثة هي التي تغلب علي.
وبدأت في اجراء الاختبارات النفسية المختلفة بمستشفي حكومي واستمرت حوالي ستة أشهر وبعدها تم تحويلي الي طبيب غدد لمتابعة الحالة وبعدها نصحني طبيب الغدد أجراء الجراحة وبعد الحصول علي الموافقات الرسمية الطبية والدينية من نقابة الاطباء ودار الافتاء واجريت الجراحة الاولي.
كان يمكنني ان اجري الجراحة في مستشفي حكومي او جامعي ولكن المشكلة الكبري التي تكلمت عنها في البداية هي العار او الفضيحة وخاصة لاسرتي ولأخوتي البنات. لان الجراحة يجب ان تكون سرية وهذا لن يتحقق ابدا في مستشفي عام وبالتالي اجريت الجراحة الأولي في مستشفي خاص وكانت تكلفتها بسيطة لاتتعدي بضع آلاف من الجنيهات اما العملية الأخري فتتكلف 30 آلاف جنيه والحقيقة انني الي الآن لا أعرف ماذا يمكنني ان افعل بشأنها ولكن الجراحة ليست كل شيء فليس معني اجراء الجراحة ان كل المشاكل انتهت واستطيع ان امارس حياتي العملية بسهولة كأنثي.
مطالب مشروعة
انا نفسي اعيش حياتي الطبيعة مثل أي بنت.
نفسي أجد عمل محترم يوفر لي حياة كريمة
نفسي احب واتحب واجد شريك الحياة الذي يتفهم ظروفي ويستطيع ان ينسي الماضي
نفسي أكفل طفل ربنا يديني العمر واراه وهو يكبر امامي لان نفسي يكون لي رسالة في الحياة مثل باقي البشر.
نفسي اكتب مذكراتي فقد مررت بتجربة مختلفة تماما فيها مئات المواقف الغريبة والمحرجة والتي قد لايتخيلها احد.
نفسي المجتمع يغير نظرته للمتحولين جنسيا لانهم مرضي في الأول والآخر وعلي الع** يجب ان يدعمهم فهم في محنة ويحتاجون الي المساعدة.
الي هنا انتهي حديث 'صابر' او 'مني' وعرضناه بكل امانة وبدون اي تدخل من جانبنا وتركنا الحكم للقاريء الذي سيحدد.. هل من حق 'صابر' تغيير جنسه والتحول الي 'مني'.. هل سيتقبله المجتمع في صورته الجديدة..ام انه سيجلده كل صباح بنظرات الدهشة وعبارات السخرية.. هل.. وهل.. الحكم للقاريء.