من اجمل ما قال نزار قباني (3).
في الثلاثين من نيسان من العام الف وتسعمئة وثمان وتسعين ودع العالم ارق الشعراء المعاصرين نزار قباني.ومع انني لم امسك ديوانا واحدا ... ولا حتى وقعت عيناي على قصيدة من قصائده ا ... الا انني احفظ كثيرا من قصائده ... وكيف لا ؟؟؟
وقد غناها كاظم الساهر وابدع بها ايما ابداع ... واكيد كثيرون مننا هكذا عرفنا شعر نزار قباني واحببناه وحفظناه ...
لقد كنت استغرب لماذا يحفظ الكثيرون مننا كلمات لم نراها ابدا ... ولكنني عندما قررت ان اشترك في هذه المسابقة ... لم اترك موقعا ورد فيه اسم نزار قباني الا وطرقته ...وعرفت الجواب ...
♥ ♥ ♥ رقة الشعر وعذوبته هي التي دفعتنا الى حفظه في مثل هذا العمر ♥ ♥ ♥
لقد اتهمت اشعار نزار قباني باتهامات كثيرة لمجرد انها كانت تتدور حول المرأة ...ولا زالت امي تمنعني من قراءة اشعاره ... وتقول انها لا تناسب اعمارنا ... ولكنني اجد في شعر الغزل عنده اكثر من مجرد تغني بالمرأة وجمالها ، انه دفاع عن حق المرأة بالحياة والحب وادانة لانانية الرجل ، انه يعرض قضية المرأة في المجتمع العربي فيقول على لسانها ما لم تستطع هي ان تقوله ..
شعره صادق ومليء بالعاطفة كيف لا يكون هكذا وقد تأثر في شبابه بانتحار اخته عندما ارادوا ان يجبروها على الزواج من رجل لا تحبه ، فنذر شعره لحب المرأة منذ صدور ديوانه الاول ( قالت لي السمراء ) عام 1944 .
وأصبح نزارقبانى من وجهة نظر مثقفى الخمسينات مجرد شاعر مترف برجوازي يكتب عن المرأة ويتغزل بها .
صدمة اخرى حولت نزار قباني من شعر الحب الكاسح الى شعر السياسة والوطنية الغاضب .. هي نكسة خمسة حزيران1967 فكانت انتقالة نوعية نحو شعر الرفض والنقد الذاتي تجسدت في قصيدته ( هوامش على دفتر النكسة ) التي صدرت بعد النكسة بشهرين تدين التقصير العربي المرير بجرأة وتنكىء الجرح وتضرب على الوتر المشدود , صاغها ببلاغة – كما في شعر الغزل – في لغة تأخذ من القصحى منطقها وحكمتها ورصانتها .. ومن اللغة العامية حرارتها وشجاعتها وابتكاراتها ...
وبين عشية وضحاها تحول نزار قباني من شاعر الحب واالمرأة إلى شاعر يكتب بالسكين ..
ياوطنى الحزين.. حولتنى بلحظة
من شاعر يكتب شعر الحب والحنين
لشاعر يكتب بالسكين
***
في العام 1982 قتلت زوجته بلقيس الراوي ... ورفيقة دربه ... وام ابنائه ( عمر وزينب ) في حادثة تفجير السفارة العراقية في بيروت ... فرثاها بقصيدة ادان فيها اغتيال الأنسان العربي والشعر والحضارة ...
مات نزار قباني ... ولكن كلماته بقيت ... يتغنى بها الصغير قبل الكبير ... والشهيد قبل المجاهد ... اليوم اريد ان اشارككم واحدة من اروع قصائده التي غناها مطرب العراق والعرب ... ومطربي ... كاظم الساهر
قصيدة الحزن( مدرسة الحب )
علَّمَني حُبُّكِ أن أحزن
وأنا مُحتَاجٌ منذُ عصور
لامرأةٍ تَجعَلَني أحزن
لامرأةٍ أبكي بينَ ذراعيها
مثلَ العُصفُور..
لامرأةٍ تَجمعُ أجزائي
كشظايا البللورِ المكسور
علَّمني حُبّكِ.. سيِّدتي
أسوأَ عادات
علّمني أفتحُ فنجاني
في الليلةِ آلافَ المرّات
وأجرّبُ طبَّ العطّارينَ..
وأطرقُ بابَ العرّافات
علّمني.. أخرجُ من بيتي
لأمشِّط أرصفةَ الطُرقات
وأطاردَ وجهكِ..
في الأمطارِ، وفي أضواءِ السيّارات
وأطاردَ طيفكِ..
حتّى.. حتّى..
في أوراقِ الإعلانات
أدخلني حبُّكِ سيِّدتي
مُدُنَ الأحزان
وأنا من قبلكِ لم أدخل
مُدُنَ الأحزان..
لم أعرِف أبداً أن الدمعَ هو الإنسان
أن الإنسانَ بلا حزنٍ..
ذكرى إنسان
علّمني حبكِ..
أن أتصرَّفَ كالصّبيان
أن أرسمَ وجهك..
بالطبشورِ على الحيطان
علّمني حبكِ..
كيف الحبُّ يغيّرُ خارطةَ الأزمان
علّمني.. أنِّي حينَ أُحِبُّ
تكُفُّ الأرضُ عن الدوران..
علّمني حُبك أشياءً
ما كانت أبداً في الحُسبان
فقرأتُ أقاصيصَ الأطفالِ..
دخلتُ قصورَ ملوكِ الجان
وحلمتُ بأن تتزوجني
بنتُ السلطان
تلكَ العيناها.. أصفى من ماء الخُلجان
تلك الشفتاها.. أشهى من زهرِ الرُّمان
وحلمتُ بأني أخطِفُها
مثلَ الفُرسان..
علَّمني حُبُّكِ، يا سيِّدتي، ما الهذيان
علّمني.. كيفَ يمرُّ العُمر
ولا تأتي بنتُ السلطان.
واتمنى ان تعجبكم وان لا تبخلوا علي بردودكم.
wiliam.z.