رسالة ابكتني فنقلتها لكم
أختي في الله...
أكتب لك هذه الكلمات على استحياء...
فلعلك تجدين في عباراتي عجمة...وفي لساني عقدة..
لقد كتبت لك بدمع مدادي ...من سوداء فؤادي..
لقد أسهرني...وأبكاني وكدرني...
أمر يفتت الأكباد والقلوب...
ويبعث حرقة في القلب كحرقة يعقوب...
علاقتك بفلان.....قليل الدين ودعي الأدب.!!!
أسف على هذه الكلمات اللكمات في تسميته...
ولكن سميه صديقك...سميه حبيبك...سميه عشيقك...
سميه زوج المستقبل...سميه السعادة والأمل..
سميه فارس الأحلام...ورسول الحب والغرام...
سميه مجنون ليلى الثاني...سميه نزار قباني...
فتلك المسميات أبداً لا تغير الحقائق الواضحات..
أنا أعرف أني أضع يدي على جرح مؤلم..
لا تحبين سماعه...فكيف بنبش آلامه وأوجاعه...
أرجوك...انتظري...لا تسترسلي في بحار التفكير...
فعمقها كبير ....ولا وقت لدي للتأخير...
وأعرف أن حبيبك هذا ...شريف ونبيل في نظرك...
ليس له رغبة في أن يخدعك أو يعبث ويلعب بك...
أعرف أنه يموت في حبك...ويحلم بقربك..
ولا يخدعك ولا يخونك...بل في قمة الوفاء لك...
فقد أقسم لك بالله... أنه صاحب صدق ووفاء..
وأعرف أنه يريد التقدم قريباً لأهلك لخطبتك..
فهو جازم وصادق في الزواج منك...
وأعرف أيضاً أنه الوحيد في العالم الذي يفهمك..
وهو الوحيد أيضاً الذي يتألم لألمك ويقاسمك همومك...
نعم...إنه المنقذ لك بعد الله...في نظرك...
اعتذر إليك إن كانت عينك الآن تبكي..
وأبشرك أن العين التي تبكي هي التي تبصر جيداً..
أختي...
أرجوك إن كنت مشغولة الآن...فاتركي كل ما في يدك..
استرخي جيداً على مقعدك....وأرخي أعصابك وجسدك..
وارمقي كلماتي ببصرك...وأنصتي لما أقول لك :
ما كتبت هذه الكلمات ...لكي أنغص لك الحياة
ولا لأقطع أحلامك ولذاتك...
ولا لأمحو الفرحة والبسمة عن وجهك...
بل كتبتها لسعادتك الحقيقية...سعادتك الأبدية...
سعادتك في حياتك ..وعند مماتك...وفي قبرك..
ويوم بعثك...ويوم وقوفك بين يدي ربك....
أجيبيني أختي....
هل علاقتك به وحديثك معه يرضى بها ربك...!!!
أنا لا أسألك عن رضا مجتمعك...أو أبيك وأمك...!!!
فعادات المجتمع والأسرة...ليست حكماً على الشريعة المطهرة...
بل أسألك عن رضا ربك ....الذي ينظر ويسمع فعلك وقولك..
هل ينظر إليك الآن من السماء...على أنك مطيعة لله...أم أنك من العصاة..!!
هل تظنين أنك بهذا العمل تقتربين من الله أم تبتعدين...
ألا تريدين أن تكوني ممن قال الله في وصفهن ممتدحاً لهن :
( فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله )
فهل كنت من الصالحات بفعلك هذا...وهل هذا من هدي الصالحات..!!
أم كنت من القانتات العابدات بعملك هذا لرب الأرض والسماوات...!!
أم كنت حافظة للغيب في أهلك ...ومن له حق عليك بتصرفك هذا وعملك..!!
أم لا تريدين أن تكوني ممن قال الله فيهن : ( المحصنات الغافلات المؤمنات )
فهل كنت محصنة وعفيفة بهذا العمل...!!!
وهل كنت غافلة لا تعرفين للمنكر طريقاً بهذا الفعل...!!
تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها من الحرام ويبقى الوزر والعار
تبقى عواقب سوء فـي مغبتها لا خير في لذة من بعـــدها النار
أختي...
هل وجدتي الراحة في معصية الله...!!!
أتستبدلين الذي هو أدنى بالذي هو خير...!!
لقد عاب الله عليهم طعاماً حلالاً.....لأنه أدنى ....!!!!!
وهو دليل على دنو أنفسهم ووضاعتها.....بالرغم من أنه طعام حلال....!!
فكيف بما هو أشد من الطعام .......ناهيك عن كونه حرام.......!!
فهل ترضين أن تكوني دنية...من أجل سراب قيعة عاطفية...!!
أختي....
الله خلقك ..( وما خلق الذكر والأنثى )....
هو أعلم بك : ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير )....!!
لقد حرم الإسلام نظرات العين الخائنة...وحذر من خطرات القلب العارضة...
وأغلق باب الأذن فلا تسمع وسواس الذهب ولا رنة خلخال....!!
وألزم المرأة بالحجاب...وصانها عن أعين الذئاب....
وحرم عليها أن تخضع بصوتها.. حتى لا يطمع من في قلبه مرض بها...!!
وكما تعلمين أن القلوب المريضة موجودة في كل زمان ومكان....!!
وتطمع في كل امرأة حتى ولو كانت أم المؤمنين رضي الله عنهن أجمعين...!!
( ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض )
فكيف بزمان كهذا الزمان...وبذئاب لبست مسوح الضان....!!!
لقد عظمت في هذا الزمان المنكرات ...وكثرت فيه الشهوات والمغريات...!!
أضف إلى ذلك روعة العبارات..مع أصوات المطربين والمطربات ...!!
في جو ترتفع فيه الموسيقى والنغمات...لتعلن للجميع ارتقاء قمة الغفلات..
فإذا الشيطان يخلص إلى القلب ليرقص...والإيمان يضعف و ينكص...
نعم يرقص ...رقصة مقتول الهوى والحب...غير باك عليه أحد ولا مستعتب..
أختي...
إنني أرجوك...وأدعوك بصدق...إلى طريق العفة...!!!
نعم ....إلى العفة....
كم نحن في هذا الزمن بحاجة ماسة.... إلى مثال رائع في العفة..!!
إن العفة لا تستجلب بالعادات والتقاليد ذات الصرامة والشدة..!!!
ولا تستجلب بالمناصب والمال والرئاسة...!!!
فالتي راودت يوسف عليه السلام كانت : (( ملكة )) ...!!!
فلم يعرف العشق والحب...مالاً ولا منصباً ولا منزلة..!!!
إن العفة لا تستجلب إلا بالإيمان والإخلاص لله والخوف والخشية من الله..!!
فمن أبصر عواقب أمره...وانطرح بين يدي ربه...ثبته الله وربط على قلبه..!!
ما هي إلا جرعة صبر لألم البعد بقدر ساعة...
ثم تكوني بعدها من أهل العفة والشجاعة...
وتتذوقي شهد العفة...بعد مرارة المعصية..
وتنعمي بفرح الانتصار.... على إبليس أبي الكفار...!!)
أختي......
أتريدين أن تخرجي من حضيض الهوى ...!!!
فقط توبة ووثبة صادقة....( ولو أرادوا الخروج لأعدوا عدته )..!!
اشغلي هذا القلب العاطل ...اشغليه بربك قبل أن يشغلك بالباطل...!!
اشغليه بالقرآن والعبادات....اشغليه بالأعمال الصالحات...
وها هو باب التوبة مفتوح.......!!!
وها هي نسائمه تغدوا وتروح .....!!!
إنه باب التوبة انظري إليه....مابين المشرق والمغرب.....!!
ما أوسعه وما أعظمه...وما أحلم الله وما أرحمه...!!!
أو تظنين أنه يضيق عليك ولا يسمح بدخولك...!!!
وربك لا يفرح بتوبتك... ولا يأذن بقبولك...!!!
هيا ..توضئي بدموع التوبة والندم لله...
وارفعي يديك المرتعشتين إلى السماء...
وناجيه بصوتك المتقطع بالزفرات والبكاء...
يارب....يارب.....يا أرحم الراحمين...
من لي غيرك...؟؟......من للمذنبين...؟؟
بحثت عن الحب فلم أجده إلا لك وفيك...
وبحثت عن الأنس فلم أجده إلا معك..
وبحثت عن بث الشكوى والهموم فلم أجد إلا إليك..
تبت إليك مما جنيت...وعدت إليك بعدما أذنبت وعصيت..
فاغفر زلتي ...واستر عيبتي...وارحم ذلتي بين يديك..
اللهم إني تركت فلاناً خوفاً منك...وحباً فيك...
اللهم فاخلفني خيراًَ منه...وارزقني عملاُ ترضى عنه..
اللهم اكتبني مع التائبات التاركات لطرق الشر..
السالكات طريق الخير والبر...
برحمتك يا أرحم الراحمين...
أخيراً...
أختي اعتذر إليك...
فقد أغلظت عليك...
لكن عذري خوفي عليك...
فإن وجدت هذه الكلمات قبولاً لديك...
فدعوة صادقة لا تنسي بها أخيك...
وإلا فمزقيها ولا عليك...